وجدتها..وجدتها

كان هذا البوست من المفروض ان يكون عن طابور التموين الذى نقف انا وامى فيه بالساعات من اجل الحصول على بعض اكياس السكر والارز والشاى مع جوال من الدقيق الذى يبدو من لونه الاصفر وكانه قد اتى من سلة المهملات للتو..انما امى تفسرشرائها للتموين بانه من العادات التى كان ابى يفعلها وهى ستستمر بفعل ما كان يفعله وكانه حى يرزقاحيانا ينتابنى الغضب من رغبة امى فى شراء التموين الذى لانستهلك معظمه ونحن فى غنى عنه اصلا لكن نزولا منى على رغبتها اذهب معها كل شهر فى رحلة من رحلات المعاناه كما اسميها وهناك رحلات اخرى اقوم بها مع امى مثل رحلة الحصول على معاش والدى _رحمه الله_ورحلة طابور العيش فى بعض الايام التى لا تخبز لنا امى فيها خبزها الشمسى الاسمر..ورحلة شهادة الكمبيوتر لاختى القاصر من اجل المحكمه..ورحلات ورحلات لاتنتهى..هى فى حقيقة الامر وصمات عار فى صحيفة مصر..فروتين الحياه الذى قام موظفيه بتطبيقه بحذافيره واضافوا له الكثير من الرخامه والاستعباط مع حبة منظره فارغه ممزوجه بالوسايط وسبهلله

لكن هذا ليس موضوعى

موضوعى جاء صدفة منذ ايام وكنت قد راجعت طبيبا منذ بعض الوقت فاشار على ببعض التحاليل التى قمت بها وقبل الانتهاء من علاجى طلب مزيدا من التحاليل فعدت ادراجى لنفس المركز الطبى الذى حللت به سابقا،هو مركز طبى محترم وهو استثمارى وليس عام..اذهلنى فى اثناء جلوسى بانتظار تحاليل الدم صوت رجل يضج بالفرحه"لقيتها لقيتها"ذكرتنى صرخته الفرحه بفرحة ارشميدس حينما اكتشف نظرية النسبيه.

كان الرجل يصرخ مكررا نفس العباره سالت السيده التى تجلس بجوار زوجته عن ماهية الامر..كان يصرخ فرحا لانه وجد ممرضه ستقوم بتركيب المحاليل لابنه المريض،تعلقت النظره المصعوقه فى عيناى،وكيف لا اصعق وهذا يحدث فى مشفى استثمارى ما بالكم بالمشافى العامه؟

اتعلمون ان عبارة وجدتها صارت عبارة شعب باكمله؟نعم انا على حق..فبعيدا عن الممرضه التى تصرخ فى طرقات المشفى وجدتها وجدتها لتركب محاليل لفتى مريض..فى وقت صار الطب مهنة لاتعرف اى رحمه..الا من رحمهم ربى من الاطباء

وجدتها صرخة يصرخ بها اب مكلوم حينما يجد جثة ابنه ويتمكن من التعرف عليه فى قطار صعيد محترق او مسرح بنى سويف ..الذى اتت النيران على ما ومن فيه.

وجدتها عبارة ينطقهاموظف بائس حينما يجذب ابنه من يده بعد احضاره من مدرسته بعد يوم عمل مضنى ليجرى خلف سيارة اجره فى شمس الظهيره لان بالسياره مقعدشاغر،فيطير الموظف فرحا لان الزحام ابقى له مكان فى سيارة متهالكه ليعود لمنزله بعد عناء.

وجدتها هى عباره تنطقها امامى سيدة عجوز حينما تجد بعد بحث يتعب بقايا صحتها روشتة بها دواء يفوق معاشها ثمنا وحينما يفاجئها الصيدلى بسعره الباهظ ترحب بالمرض ضيفا وانيسا لوحدتها بلا دواء.

وجدتها هى صرخة جنون تطلقها ام غرق طفلاها فى العباره السلام المنكوبه حينما لايبقى لها من طفلها وطفلتها الا دمية قماشيه كانت قد تشبثت بها ابنتها حتى ابتلعها البحر فى اعماقه مخلفا بقايا الدميه لام يصيبها الجنون فتصيح فرحا بايجاد دمية ابنتها الغارقه

وجدتهاهى صرخة اصرخها فى لحظة يأس من حياة رأتنى فردا غريبا فيها من اجل بعض الرومانسيات التى كنت امتلكها..وبعد صدام مرير بينى واقعى وخيالى خرجت بصرختى وجدتها الا وهى الفكرة الذهبيه بسجن الخيالات فى كوكب اخر لا يسكنه سوايا انا وخيال حبيب لا املكه

نحن شعب اهدرت حقوقه..امازلنا على الصمت مقسمين؟مازلنا نرى الظالم فلا نتحد لكسر ظلمه؟

حسنا

انا احارب فى جبهتى وحدى

ويوما ما سيجد كل مصرى غايته ليفخر بمصريته

ويوما ما سامتلك ارغفة بلا طابور..وتموينا بلا هدر كرامه،ومعاشا لامى بلا انتظار فى الشمس الاهبه،ودواء لسيده لا تملك الا ثياب باليه وسنوات عمرا افنتها على اولاد جاحدين

يوما ما سارفع للجميع بطاقتى لاقول

انا مصريه صعيديه وافخر بهويتى..

وحتى يحدث هذا...

فانا اكيد ف مصر