انا و القاهره وهواك

هذه التدوينه قد لا تروق لى بعد كتابتها انما انا قررت كتابتها رغم اعتراضى الشخصى على الفضفضه هنا منذ ايام كنت قد سافرت الى القاهره وهناك عشت رغم زحام القاهره الخانق اجمل ثلاثة ايام فى عمرى..هناك التقيت بصديقتى التى تعرفت عليها فى مدونة مرارة روح التقيت بهبه عماره صاحبة مدونة هبه والحياه ورغم ان ما امضيناه معا كان بضعة ساعات الا انها تحتسب من عمرى اول ما لفت نظرى فى رحلتى تلك هو القطار درجه اولى مكيف الذى سافرت به ..قطار رغم اناقته بالنسبه لباقى القطاراتوالموكيت المفروش فى ارضيته ومقاعده المريحه الا ان الحلو مايكملش..كان الجو حارا فى سفرنا الذى اتى فى الظهيره..الا ان التكييف لم يعمل فى السبعة ساعات سفر الا ساعتين على اقصى تقدير..وباقى الوقت رغم تذمر الكثيرين وشكوى المسافرين الا ان الرد الذى قدمه لنا الكمسرى هو ان التكييف عطلان..فحمدت ربى على باقى المميزات ولم اتذمر على عطلان التكييف والنوافذ المسدوده والهواء الذى يتنفسه العشرات فى مقطوره واحده..وصلت هناك لافاجىء بالزحام الذى حاول المقيمين هناك وصفه لى فلم اتفهمه الا بعد رؤيته..لكن رغم الزحام ورغم الفقر البادى فى وسائل النقل الا ان الوجوه يبدو عليها الاستسلام التام..ساقتنى خطواتى منذ وصولى الى اماكن شتى رمسيس والفجاله والوكاله والعتبه ووسط البلد شوارع راقيه واخرى يطحنها الفقر..اناس يقتلهم الزحام فى اتوبيسات النقل واخرون يتنقلون بسيارات فارهه وتاكسيات..بشر يبتسمون رغم فقرهم واخرون لا تعرف الابتسامه طريقها الى وجوههم رغم ثرائهم..نعم فى بلدتى الصغيره هناك فقير وغنى..لكن ذلك التباين التام فى طبقات البشر لا يظهر بوضوح فى بلدتى الصغيره..تسائلت للحظه كل هؤلاء ..بعددهم الكبير وكأن الثمانون مليون قد تجمعوا فى القاهره فقط كيف هم صامتون..بامكانهم تغيير كوكب بحاله وليس دولة فقط فما الذى يسكتهم.. الخوف؟ نعم..هو ما يسكتهم..هناك كل البشر يحبون السير بجوار الحائط.. الناس هناك منغلقين على انفسهم وكل واحد منهم فى حاله..لايحبون التحدث مع الغرباء امثالنا..انما ابناء بلدى يحبون الحديث مع اى فرد حتى لو فى الباصات والقطارات..اجتماعيون جدا..القاهره رغم زحامها الا انها اخذت جزء من قلبى معها..حينما كنت اسير مع هبه فى شوارع وسط البلد ونحن ناكل الايس كريم الذى نحبه لم نعرف كيف سرنا حتى الفجاله..كنا نسير يأخذنا الحديث فى متاهاته..،واصطدم بنا اثناء سيرنا كثيرون من الباعه الجائلين وهم يحملون بضاعتهم محاولين الاختباء من البلديه نظرت لهبه اسألها فى صمت عن سبب جريهم هكذا فقالت لى دون ان تسمع سؤالى:دى البلديه ودول بياعين متجوليه ولو مسكتهم البلديه هتاخد بضاعتهم..اصابنى المشهد فى الصميم..لم اعرف اجابه لاى سؤال دار فى ذهنى وقتها مثل لما تطاردهم البلديه فكل ما يشغلونه من الطريق متر ف متر..؟الم تسأل الحكومه نفسها عن سبب عملهم فى بيع البضاءع ف الشارع؟اليست هى السبب فى ذلك؟اوفرت عملا لهم فتركوه ليعملوا فى بيع بضائع تهددها البلديه؟..هل وفرت لهم قوت يومهم..فى امريكا توفر الحكومه مبلغ للشباب الذين لا يعملون مايسمونه بدل بطاله..ونحن هنا تباع كرامتنا على الارصفه..انا حقا صرت اشجه الجهل واشجع الاميه التى تمنحنا عذرا لصمتنا ..والتى تمنحنا سببا لهدر كرامتنا..لان التعليم الذى لا يفيد صاحبه فى حياته اليوميه..قلته احسن.............اخيرا فوجئت بنفسى بعدها امام محطة مصر وعلى وشك ان استقل القطار العائد لبلدتى التى هى اشبه مايكون بشارع واحد من شوارع القاهره..هبه ضحكت من سيرنا هكذا بلا اتجاه وقد عرفت لحظتها مثلى ان القاهره مثل المتاهه تاخنا وقد تضللنا..فى طريق عودتى اخذنا قطار درجه تانيه مكيف ورغم انه قطار لم يتعطل تكييفه طوال طريق العوده رغم بردودة الليل فى طريق العوده وكم دعوت فيها لو تعطل المكيف ..الا انه قطار قد استقلته الحشرات معنا..كانت الصراصير تتسلل من حافة النافذه المكسوره وتحاول الاختباء فى كم صديقتى طلبا للدفىء ..كانت ليله عصيبه لم نذق فيها طعم النوم ولا الراحه وكم ضحكنا كثيرا على مشهد الصراصير التى تطاردنا.. مصر بلد تمكنت من جعلنا نضحك على مآسيها..وذلك مالن تستطيع فعله بلدة اخرى..ورغم كل ما رأيته هناك..فأنا مازلت مغرمه بزحامها ووجوه سكانها المرهقه...مغرمه بواجهات محالها...وشوارعها التى بصمت عجلات الباصات المتهالكه فوق اسفلتها انا مغرمه بك يا مصر رغم عذاباتك